"ضريح إيمدغاسن"... أحد أهم المعالم الأمازيغية في شمال إفريقيا - يوتيوب بالعربي YouTube In Arabic

أحدث المواضيع:

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاثنين، 3 ديسمبر 2018

"ضريح إيمدغاسن"... أحد أهم المعالم الأمازيغية في شمال إفريقيا

"ضريح إيمدغاسن"... أحد أهم المعالم الأمازيغية في شمال إفريقيا

"ضريح إيمدغاسن"... أحد أهم المعالم الأمازيغية في شمال إفريقيا

غرب ولاية باتنة الواقعة في قلب الأوراس شرق الجزائر ، يوجد ضريح "إيمدغاسن" أو "ماد غيس" ، على شرف الملك "ماد غيس" أحد أقدم أسلاف القبائل البربرية وهو أحد ملوك الأمازيغ خلال الفترة النوميدية ، يقال أنه كان رجلا محاربا وحد القبائل النوميدية تحت راية واحدة ، وكان من الملوك المهابين في شمال إفريقيا ، حيث كانت له صولات وجولات في حروب عدة مع الممالك المجاورة. بنى له قومه ضريحا ضم رفاته بعد موته إجلالا له. يرجع تاريخ ضريح إيمدغاسن إلى نهاية القرن الرابع أو بداية القرن الثالث قبل الميلاد ، ولا يزال هذا الضريح شاهدا على أول محاولة لبناء دولة موحدة في شمال إفريقيا.

وفقا للمؤرخين ، يعد "إيمدغاسن" أقدم ضريح ملكي أثري محفوظ في شمال أفريقيا ، صنفته الجزائر تراثا وطنيا محفوظا سنة 1967 ، لتصنفه منظمة اليونيسكو هي الأخرى تراثا عالميا محميّا سنة 2002 ، ووصفت الضريح بأنه يعود لواحد من أعظم ملوك نوميديا (الإسم القديم للجزائر في عصور ما قبل الفتح الإسلامي) ، ليصبح من المعالم الأثرية التي تستهوي السياح والمهتين بالآثار.

الوصف:

"ضريح إيمدغاسن"... أحد أهم المعالم الأمازيغية في شمال إفريقيا

هندسيا نجد أن شكله يشبه شكل الضريح الملكي الموريتاني بولاية تيبازة والمعروف بإسم "قبر الرومية" في الجزائر ، مما يشير إلى أن الأمازيغ كانوا يبنون أضرحتهم وفق هذه الهندسة.

يبلغ قطر الضريح حوالي 59 متر وبإرتفاع يصل إلى 18.5 متر ، يشمل قسم سفلي ذو قاعدة أسطوانية مزيّن بستين عمودا ويضم ثلاثة أبواب وهمية منقوشة على الحجر ، يعلوه قسم مخروطي الشكل ، ونجد في وسط الضريح غرفة جنائزية هي مرقد الموتى ، تضم قبو الدفن. إستخدم النموذج الامازيغي في عمارة البناء وتصميم العناصر المعمارية ، وقد يعبر عن "الشمس العظيمة" لدى الأمازيغ القدماء. ويوجد حول الضريح الملكي حوالي عشرة أضرحة بربرية أخرى ، لكنها تهالكت وتساقطت بفعل الزمن.

التأريخ:

ضريح إيمدغاسن سرح تاريخي للحضارة النوميدية التي تربعت على مناطق عديدة من الجزائر وأخذت من سيرتا عاصمة لها. إستعصى إلى اليوم على علماء الأركيولوجيا والتاريخ في البوح بأسراره كافة... لا يرقد في هذا الضريح سوى الأسطورة ، حيث يقال أن الوندال أتوا على ممتلكاته ولم يبقوا على شيء بداخله.

ذكر الجغرافي الأندلسي "أبو عبيد البكري" أن نقوشا جميلة زينت الضريح ، تمثلت في حيوانات وأشكال أخرى ، غير أنه لم يبقى أي أثر لمثل هذه النقوش حاليا.  ويقال أن ذلك الحجر المنحوت بنقوش بونيقية وإغريقية قد أتوا به من مدينة تيمقاد الرومانية والموجودة بنفس الولاية ، عمدا بغيت تغليط الناس وطمس الهوية الأمازيغية للمنطقة إذ لم يكن هذا الحجر في السابق ، ومعروف أن الرومان والفينقيين واليونانيين لم يبنوا أبنية في شكل أهرامات ، علاوةً أن تاريخ بناء ضريح إيمدغاسن كان قبل قدوم المستعمرين.

حالة من الإهمال:

"ضريح إيمدغاسن"... أحد أهم المعالم الأمازيغية في شمال إفريقيا

في سنة 2012 ، تم تصنيف ضريح إيمدغاسن من بين 100 معلم الأكثر عرضة للخطر من قبل "الصندوق العالمي للمعالم الأثرية" ، فعلى مر السنين شهد المعلم تدهورا كبيرا. تعرّض الضريح للعوامل الطبيعية مما أدى إلى تصدعات وإنهيار أجزاء من القبة والجدران بإفتقاد سقفه المخروطي لعدد من حجارته الضخمة المصقولة وهي متناثرة قربه ، كما تعرضت الأعمدة المعززة للمبنى للتآكل بسبب الأمطار. لذلك قررت الوزارة بالقيام بترميمه لتفادي انهيار هذا المعلم النادر والضخم ، وكانت هنالك أشغال الترميم سنة 2006 و2012 ، كما نظم "برنامج دعم لحماية وتعزيز التراث الثقافي في الجزائر" الذي يموله الاتحاد الأوروبي مشروع تجريبي سنة 2015 لصون وحماية موقع الضريح الملكي النوميدي.

ولا يزال هذا الضريح يحوي الكثير من الأسرار التي لم يتم كشفها ، ليبقى ضريح إيمدغاسن كتابا مفتوحا يروي لنا أساطير نوميديا وملوكها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الرئيسية